كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 4)

[آل عمران: ١٣٣]، {أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحديد: ٢١] (١). وفي الحديث الصحيح دخول النبي الجنة، ورؤيته قصر عمر (٢) وعرض الجنة، والنار عليه في عرض الحائط، وهو في صلاة الكسوف (٣) وفيه -أيضًا- الحديث القدسي: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" (٤).
وتأويل الآيات، والأحاديث بأنها أمور محققة الوقوع -عبر عنها بالماضي- بعيد جدًا، المقام يأباه، بل لا يصح في بعض الأحاديث مثل
---------------
(١) وجاء في النار قوله تعالى: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران: ١٣١]، وقوله: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (٢١) لِلطَّاغِينَ مَآبًا} [النبأ: ٢١ - ٢٢].
(٢) عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: بينا نحن عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذ قال: "بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر، فذكرت غيرته، فوليت مدبرًا، فبكى عمر، وقال: أعليك أغار يا رسول اللَّه؟ ".
راجع: صحيح البخاري: ٤/ ١٢.
(٣) ورد في ذلك حديث جابر، وابن عباس، وعائشة، وغيرهم وحديث الكسوف طويل ومحل الشاهد منه هنا في رواية ابن عباس: "قالوا: يا رسول اللَّه رأيناك تناولت شيئًا في مقامك هذا، ثم رأيناك كففت؟ فقال: إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودًا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار، فلم أر منظرًا كاليوم قط أفظع. . . .".
راجع: صحيح البخاري: ٢/ ٤٤، وصحيح مسلم: ٣/ ٣١ - ٣٤.
(٤) عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: قال اللَّه تبارك وتعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت. . . ." الحديث. قال أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: ١٧].
راجع: صحيح البخاري: ٦/ ١٤٥.

الصفحة 347