كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 4)
وأيضًا كثر خلاف أهل البدعة في خلافة الخلفاء الراشدين، فلذلك ألحقت بأصول الدين، ثم ألحق أن نصب الإمام واجب على الأمة بالدليل السمعي لينصف المظلوم من الظالم، ويحفظ حوزة الإسلام من قهر الكفار، ويجهز الحجيج، ويجيش للجهاد، ويصرف مال الفيء (١)، والغنيمة (٢) على المستحقين (٣).
---------------
= راجع: الإرشاد للجويني: ص/ ٣٤٥، والمحصل للرازي: ص/ ٣٥١ - ٣٥٢، والمعالم له: ص/ ١٤١ - ١٤٢، والمواقف: ص/ ٣٩٥ وما بعدها، وشرح المقاصد: ٥/ ٢٣٢ وما بعدها وتشنيف المسامع: ق (١٧٤/ ب - ١٧٥/ أ) والغيث الهامع: ق (١٧٠/ ب - ١٧١/ أ) والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ٤٢١، وهمع الهوامع: ص/ ٤٦٨.
(١) فاء: الرجل يفئ فيئًا من باب رجع، وفي التنزيل: {حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: ٩] أي: حتى ترجع إلى الحق.
والفيء: ما نسخ الشمس، وهو من الزوال إلى الغروب، كما أن الظل ما نسخته الشمس، وهو من الطلوع إلى الزوال.
واصطلاحًا: ما رده اللَّه تعالى على أهل دينه من أموال من خالفهم في الدين بلا قتال ابتداء إما بالجلاء، أو بالمصالحة على جزية، أو غيرها، أو بعد انتهاء الحرب كلية، ووضع أوزارها.
راجع: مختار الصحاح: ص/ ٥١٦، والمصباح المنير: ٢/ ٤٨٦، والتعريفات: ص/ ١٧٠.
(٢) غنم الشيء إذا أصابه، والمغنم، والغنيمة بمعنى، وغنمه الشيء إذا نفله.
واصطلاحًا: اسم لما يؤخذ من أموال الكفار بقوة الغزاة، وقهر الكفرة، على وجه يكون فيه إعلاء كلمة اللَّه تعالى، فالغنيمة أخص من الفيء كما أن النفل أخص من الغنيمة لأنه زيادة تزاد على سهم الغازي.
راجع: مختار الصحاح: ص/ ٤٨٢، المصباح المنير: ٢/ ٤٥٤، والتعريفات: ص/ ١٦٢، والمغني لابن قدامة: ٨/ ٣٧٨.
(٣) فالغنيمة تخمس إلى خمس أخماس: فأربعة أخماس تقسم على من شهد الواقعة، فيعطى للفارس ثلاثة أسهم وللراجل سهم، وشرط من يسهم له خمسة شروط: الإسلام، =