كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 4)

قَال: عَادَ عُبَيدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزَنِيّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ. قَال مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ،
ــ
(قال) الحسن (عاد عبيد الله بن زياد) قال النواوي: هو زياد ابن أبيه الذي يقال له: زياد بن أبي سفيان، أي زار عبيد الله وعاد (معقل بن يسار المزني في مرضه الذي مات فيه) وكان عبيد الله إذ ذاك أميرًا على البصرة لمعاوية بن أبي سفيان.
(قال معقل) بن يسار بن عبد الله بن مُعبِّر بن حرَّاق بن لاي بن كعب بن عبد ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أن بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ومزينة هم ولد عثمان بن عمرو، سُمي بأمه وهي مزينة بنت كلب بن وبرة بن ثعلبة بن إلحاف بن قضاعة بن حمير المزني البصري، أي المنسوب إلى مزينة قبيلة مشهورة، له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم كنيته أبو علي، ويقال أبو عبد الله، ويقال: أبو يسار، نزل البصرة وله بها دارٌ وكان من أصحاب الشجرة، له أربعة وثلاثون حديثًا، اتفقا على حديث، وانفرد (خ) بآخر و (م) بحديثين، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن النعمان بن مقرن المزني، ويروي عنه (ع) والحسن البصري في الإيمان والجهاد، وأبو المليح عامر، وأبو الأسود مسلم بن مخراق والحكم بن عبد الله بن الأعرج، ومعاوية بن قرة، وغيرهم، مات بعد الستين (٦٠) في ولاية عبيد الله بن زياد في آخر ولاية معاوية، روى عنه المؤلف في ثلاثة أبواب تقريبًا.
أي قال معقل بن يسار المزني لعبيد الله بن زياد، حين جاء عبيد الله معقلًا لعيادته من مرضه (إني محدثك) يا عبيد الله نصيحة لك ولأمثالك (حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم) مشافهة وإني أظن الآن قد حضر أجلي و (لو علمت) وعرفت (أن لي حياة) وبقاء في الدنيا بعد اليوم (ما حدثتك) ذلك الحديث خوفًا من شَرّك وإذايتك وفتنتك.
قال القاضي عياض: عدم تحديثه إياه يحتمل لعلمه أنه لا يتعظ كما ظهر منه مع غيره، ثم خاف معقل من إثم كتمان الحديث، ورأى تبليغه، أو لخوفه من فتنته لو ذكره في حياته لأن الحديث يثبت سوء حاله في قلوب الناس ويُهيّج عليه، ثم لما تحرج من كتم العلم، وعرف عدم وصول ضرره إليه بموته حدث، قال النواوي: والاحتمال الثاني

الصفحة 16