كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 4)

الخامسة والثلاثون: قالَ بعضُ الفقهاء المتأخِّرين من مصنفي الشافعية: ومعنى قوله: "أساء" في النقصانِ؛ أي: في مخالفة السنة؛ ومعنى قوله: "وظلم" في الزيادةِ علَى الثلاثِ؛ أي: جاوزَ الحدَّ؛ لأنَّ الظلمَ في اللغةِ مجاوزةُ الحدِّ، ووضعُ الشيء في غير موضعه، لا أنه (¬1) يأثمُ بذلك (¬2).
السادسة والثلاثون: هذا الذي ذكره هذا المصنفُ ينحو إلَى [أنَّ] (¬3) هذا من باب اللفِّ والنَّشر، فنقول عليه: إنَّ (أو) تقتضي أحدَ الشيئين في الشيءِ الذي يُحكَمُ به، والمحكومُ به في هذا الحديث هو الإساءةُ والظلم (¬4)، فيثبتان معًا لمن فعلَ أحدَ الشيئين.
السابعة والثلاثون: هذه الزيادةُ المذكورة علَى الثلاثِ لا يقتضي الحكمُ بكونها (¬5) ظلمًا وإساءةً أنْ يَبطُلَ بها الوضوءُ؛ لأنَّ الفرضَ والسنةَ قد تأدَّيا، والإساءةُ بالزيادةِ، والحكمُ علَى الزيادةِ بالإساءةِ والظلم (¬6) لا يقتضي تعدِّي ذلك إلَى ما مضَى من الفرضِ والسنة
¬__________
(¬1) في الأصل: "إلا أنه"، والمثبت من "ت".
(¬2) المرجع السابق، (1/ 502 - 503).
(¬3) زيادة من "ت".
(¬4) "ت": زيادة "معًا".
(¬5) "ت": "بها".
(¬6) في الأصل و "ت": "والحكمُ علَى الإساءةِ بالزيادةِ والظلم"، والصواب ما أثبت.

الصفحة 47