كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 4)

قال الله تعالى {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [التكوير: 24] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي (بظنين) بالظاء، أي: بُمتَّهم، وقرأ الباقون بالضاد، أي: ببخيل (¬1).
وقال جل ذكره: {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} [الكهف: 86] قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم (حمئة) محذوفة الألف، أي: ذات حمأة، وقرأ الباقون (حامية) بالألف من غير همز، أي: حارة ذات (¬2) حمأة (¬3).
وقال - جل ثناؤه -: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] فقرأ نافع، وابن عامر (واتَّخَذوا من مقام إبراهيم) بفتح الخاء على الخبر، وقرأ الباقون بكسر الخاء على الأمر (¬4)، فحمل على أن الله تعالى أمرهم بذلك، فلما فعلوا أخبرهم (¬5) عنهم به في عَرضة أخرى.
وكذلك قوله تعالى: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي} [الإسراء: 93] قرأ ابن كثير، وابن عامر بالألف على ما في مصاحف أهل مكة، والشام، وقرأ
¬__________
(¬1) انظر: "إتحاف الفضلاء" للدمياطي (ص: 573).
(¬2) "ت": "وذات".
(¬3) المرجع السابق، (ص: 371).
(¬4) المرجع السابق، (ص: 192).
(¬5) "ت": "أخبر".

الصفحة 602