كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 4)

ما أسمع منك في الرِّضَا والغضب (¬1)؟ قال: "نَعَمْ، فإنِّي لا أقولُ إلا حقًّا" (¬2).
وقال أبو هريرة: ما كانَ أحدٌ أحفظَ لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني إلا عبد الله (¬3) بن عمرو؛ فإنه كان يعي بقلبه، وأعي بقلبي، وكان يكتبُ، وأنا لا أكتب، استأذنَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك فأَذِنَ له (¬4).
وروَى شَفِي الأصبحي (¬5) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: حفظتُ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ألفَ مَثَلٍ (¬6).
وكان يَسْرُدُ الصوم، ولا ينامُ الليل، فشكاه أبوه إلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ لِعَينكَ عليكَ حقًّا، وإنَّ لأهلكَ عليكَ
¬__________
(¬1) "ت": "والسخط".
(¬2) رواه أبو داود (3646)، كتاب: العلم، باب: في كتابة العلم، والحاكم في "المستدرك" (358)، وغيرهما.
(¬3) "ت": "لعبد الله".
(¬4) رواه الطحاوي في "شرح معاني الأثار" (4/ 318) بهذا اللفظ.
ورواه البخاري (113)، كتاب: العلم، باب: كتابة العلم، بلفظ: ما من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد أكثر حديثًا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب.
(¬5) "ت": "للأصبحي".
(¬6) رواه الإمام أحمد في "المسند" (4/ 203). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 264): إسناده حسن.

الصفحة 7