كتاب سنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (اسم الجزء: 4)

عَمْدًا، لَمْ يَرِثْ مِنْ دِيَتِهِ وَمَالِهِ شَيْئًا، وَإِنْ قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ خَطَأً، وَرِثَ مِنْ مَالِهِ وَلَمْ يَرِثْ مِنْ دِيَتِهِ" (¬1).
¬__________
(¬1) إسناده حسن إن شاء الله تعالى. الحسن بن صالح: هو ابن صالح بن حَي الفقيه الثقة، وشيخُه في هذا الحديث القولُ فيه ما قال علي بن محمَّد -وهو الطنافسي- بأنه محمَّد بن سعيد -وهو الطائفي- كما بينه الدارقطني في "سننه" (4075). وكذلك جاء اسمه في رواية الدارقطني من طريق محمَّد بن يحيى الذهلي، ولهذا رجح الذهبي فيما نقله ابن حجر في "تهذيب التهذيب" في ترجمة عمر بن سعيد أنه محمَّد ابن سعيد لجلالة الراوي محمَّد بن يحيى الذهلي، فكان الذهبي وقف على رواية الدارقطني هذه وبناة على ذلك رجح ما رجح.
وقد أبعدَ البُوصيريُّ النُّجعة في "مصباح الزجاجة" فزعم أن محمَّد بن سعيد هذا هو ابن حسان المصلوب المتهم بالكذب، مما دفعه إلى تضعيف إسناد الحديث، وظن ذلك عبدُ الحق في "أحكامه الوسطى" 3/ 334، فردَّ عليه ابنُ القطان في "الوهم والإيهام" 5/ 404 وذكر كلام الدارقطني فيه.
وفرَّق المزي في "تهذيبه" بين راوي هذا الحديث عن عَمرو بن شعيب، وبين محمَّد بن سعيد الطائفي ومحمد بن سعيد المصلوب، فعدَه راويا آخَرَ، ولذلك ترجم له ترجمة منفصلة، وتبعه الحافظ ابن حجر في "التقريب" فوصفه بالجهالة.
وقد أعلَّ ابن الجوزي هذا الحديث في "التحقيق" (1661) بالحسن بن صالح استنادًا إلى قول ابن حبان: ينفرد عن الثقات بما لا يُشبه حديثَ الأثبات، وإنما قال ابن حبان ذلك في رجل آخر مجهول يروي عن ثابت عن النضر. فلم يُصِبِ ابنُ الجوزي فيما قاله، ووهم أيضًا ابنُ عبد الهادي في "التنقيح" (1725) إذ تابع ابنَ الجوزي، لأن الحسن بن صالح هذا هو ابن صالح بن حي الفقيه الثقة، وهو الذي يروي عنه عُبيد الله بن موسى.
وأخرجه ابنُ الجارُود (967)، والدارقطني (4075)، والبيهقي 6/ 221 من طريق محمَّد بن يحيى الذهلي، بهذا الإسناد. وجاء عند ابن الجارود كما جاء عند المصنف من تسمية الذهلي لهذا الرجل: عمر بن سعيد. =

الصفحة 38