كتاب سنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (اسم الجزء: 4)

58 - بَابُ فَضْلِ الْعَمَلِ
3821 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ الْمَعْرُورِ ابْنِ سُوَيْدٍ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ مِثْلُهَا، أَوْ أَغْفِرُ، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقِرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً، ثُمَّ لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً" (¬1).
3822 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
¬__________
= وأخرجه الطيالسي (1533)، وأحمد في "المسند" (24980) و (25120)، وإسحاق بن راهويه (1336)، وابن أبي عاصم في "الزهد" ص 39، وأبو يعلى (4472)، والطبراني في "الدعاء" (1401)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6992)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 233 من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
(¬1) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (2687) من طريق الأعمش، به.
وهو في "مسند أحمد" (21488).
قال ابن الأثير في "النهاية" (قرب): المراد بقُرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح، لا قُرب الذات والمكان، لأن ذلك من صفات الأجسام، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس. والمراد بقُرب الله من العبد قربُ نِعَمه وألطافه منه، وبِره وإحسانه إليه، وترادُف مِنَنه عنده، وفيض مواهبه عليه.
وقُراب الأرض، بضم القاف وكسرها: ما يقارب مَلأها.

الصفحة 722