كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 4)
ولَم يسق ابن عبد البرّ عن ابن عمر في هذا شيئاً، ولَم أقف على تعيين الحديبية في شيء من الطّرق عنه (¬1) , لكن من مجموع الأحاديث عنه أنّ ذلك كان في حجّة الوداع كما يومئ إليه صنيع البخاريّ، فقد ذكر في الباب لابن عمر ثلاثة أحاديث , ولأبي هريرة حديثاً , ولابن عبّاس حديثاً (¬2).
فالحديث الأوّل: لابن عمر من طريق شعيب بن أبي حمزة قال: قال نافع: كان ابن عمر يقول: حلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجّته. وهو طرف من حديث طويل.
والحديث الثّاني: لابن عمر حديث الباب في الدّعاء للمحلقين.
والحديث الثّالث: لابن عمر من طريق جويريّة بن أسماء عن نافع , أنّ عبد الله - وهو ابن عمر - قال: حلق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وطائفة من أصحابه وقصّر بعضهم.
وكأنّ البخاريّ لَم يقع له على شرطه التّصريح بمحلّ الدّعاء
¬__________
(¬1) وقع التعيين في مسند الإمام أحمد (4897) عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر , أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الحديبية: اللهم اغفر للمحلقين .. الحديث.
وله طريق أخرى في مصنف ابن أبي شيبة (7/ 389) وذكَرَ قصةَ حبسِهم في الحديبية. لكن في سنده موسى بن عبيدة. وهو ضعيف.
(¬2) حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري (1641) ومسلم أيضاً (1302) بلفظ حديث ابن عمر في العمدة.
أمَّا حديث ابن عباس فرواه البخاري (1643) عنه عن معاوية - رضي الله عنه - قال: قصَّرت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمشقص.