كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 4)

وقال التّرمذيّ: روى بعض أصحاب الزّهريّ في حديث الصّعب " لحم حمار وحش " وهو غير محفوظ.
قوله: (بالأبواء) بفتح الهمزة وسكون الموحّدة وبالمدّ: جبل من عمل الفرع بضمّ الفاء والرّاء بعدها مهملة. قيل: سُمِّي الأبواء لوبائه على القلب. وقيل: لأنّ السّيول تتبوّؤه. أي: تحلّه.
والأبواء وودَّان مكانان متقاربان بينهما ستة أميال أو ثمانية
قوله: (أو بودّان) شكّ من الرّاوي، وهو بفتح الواو وتشديد الدّال وآخرها نون موضع بقرب الجحفة.
وقد سبق في حديث عمرو بن أُميَّة , أنّه كان بالجحفة، وودّان أقرب إلى الجحفة من الأبواء , فإنّ من الأبواء إلى الجحفة للآتي من المدينة ثلاثة وعشرين ميلاً، ومن ودّان إلى الجحفة ثمانية أميال.
وبالشّكّ جزم أكثر الرّواة.
وجزم ابن إسحاق وصالح بن كيسان عن الزّهريّ بودّان.
وجزم معمر وعبد الرّحمن بن إسحاق ومحمّد بن عمرو. بالأبواء.
والذي يظهر لي أنّ الشّكّ فيه من ابن عبّاس , لأنّ الطّبرانيّ أخرج الحديث من طريق عطاء عنه , على الشّكّ أيضاً.
قوله: (فلمّا رأى ما في وجهه) في رواية شعيب " فلمّا عرف في وجهي ردَّه هديّتي ". وفي رواية الليث عن الزّهريّ عند التّرمذيّ " فلمّا رأى ما في وجهه من الكراهية " وكذا لابن خزيمة من طريق ابن جريجٍ المذكورة.

الصفحة 692