كتاب لسان الميزان (اسم الجزء: 4)

عبد الرحمن وحج سنة سبع أو ثمان ومائتين فسمع من مطرف وابن الماجشون وإبراهيم بن المنذر وعبد الله ابن عبد الحكم وأكثر جدا عن أهل الحجاز وأهل مصر ورجع سنة ست عشرة بعلم جم فأنتشر روايته وقرره أمير الأندلس في المفتين مع يحيى بن يحيى وغيره وكان الذي بينه وبين يحيى سيئا جدا ومات يحيى قبله فانفرد روى عنه ابناه محمد وعبد الله وأحمد بن راشد وإبراهيم بن خالد ومحمد بن فطيس وبقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وآخرون آخرهم موتا المعافى وقال أحمد بن عبد البر كان كثير الكتب فقيه البدن طويل اللسان أديبا إخباريا وكان يخرج من الجامع وخلفه نحو ثلاث مائة طالب وكان يقرأ عنده ثلاثون كل يوم في تصانيفه خاصة وكان يلبس الخز ظاهرا إجلإلا للعلم وإلى جسمه مسح شعر تواضعا وكان صواما قواما متقللا من الدنيا ويقال أن سحنون لما بلغته وفاته قال مات عالم الأندلس وكان العبس يقول ما أعلم أحد ألف على مذهب أهل المدينة تأليفه وله من التواليف الواضحة والجوامع وفضايل الصحابة والرغائب وغير ذلك ويقال أنها بلغت ألف كتاب وخمسين كتابا وذكر الباجي أن أبا عمر بن عبد البر كان يكذبه وقال أحمد بن سعيد الصدفي كان يطعن عليه أنه يستجيز الأخذ بالمناولة بغير مقابلة ويقال أن أبي أبي مريم دخل عليه فوجد عنده كتب أسد وهي كثيرة قال فقلت له متى سمعتها قال قد اجاز لي صاحبها قال فجئت أسدا فسألته فقال أنا لا أرى القرأة فكيف أجيز وإنما أخذ مني كتبي ليكتبها قال أحمد بن خالد اقرار أسد له بذلك هي الإجازة بعينها كذا قال ويقال إن بعض الناس رفع إلى الأمير عن يحيى بن يحيى وجماعة أنهم عزموا على خلعه فراسل عبد الملك فسأله عن ذلك فبرأ يحيى عن ذلك وقال له قد علمت ما بيني وبينه ولكن لا أقول

الصفحة 61