كتاب مجمع الآداب في معجم الألقاب (اسم الجزء: 4)

كان صوفيّا كثير الأسفار وله قبول، قال: لمّا همّ المنصور بإحراق المدينة وهدمها عند خروج إبراهيم ومحمّد ابني عبد الله بن الحسن بن الحسن قال له (¬1) جعفر بن محمّد الصادق: يا أمير المؤمنين! إنّ سليمان اعطي فشكر، وإنّ أيّوب ابتلي فصبر، وإنّ يوسف قدر فغفر، فاقتد بمن شئت منهم؛ فقال: حسبك. ونقض عزمه.

4236 - مجد الدين أبو محمّد عليّ بن أبي شجاع بن روح بن هبة الله
¬_________
(¬1) وللكلام المذكور عن الصادق عليه السلام أسانيد وصور مختلفة وأقربها ما رواه ابن شهرآشوب في المناقب 357/ 3 عن الربيع حاجب المنصور قال: أخبرت الصادق بقول المنصور: لاقتلنك ولأقتلن أهلك ... ولأخربنّ المدينة حتى لا أترك فيها دارا قائما ... في حديث. وفي كشف الغمة للأربلي 439/ 2 قال الآبي: قال المنصور للصادق عليه السلام: إني قد عزمت على أن أخرّب المدينة ولا أدع بها نافخ ضرمة. فقال: يا أمير المؤمنين لا أجد بدّا من النصاحة لك فاقبلها إن شئت اولا إنه قد مضى لك ثلاثة أسلاف: أيوب ابتلي فصبر وسليمان أعطي فشكر ويوسف قدر فغفر فاقتد بأيهم شئت قال: قد عفوت. وفي غوالي اللئالي أن المنصور قال للصادق عليه السّلام بعد ما دعاه إليه: إنما دعوتكم لأخرب رباعكم وأوغر قلوبكم وأنزلكم بالسراة فلا أدع أحدا من أهل الشام (العراق) والحجاز يأتون إليكم فقلت: إن أيوب ابتلي .. وفي مقاتل الطالبيين: عن الصادق صلوات الله عليه قال: لما قتل إبراهيم وحشرنا من المدينة فلم يترك فيها منا محتلم حتى قدمنا الكوفة فمكثنا شهرا نتوقع القتل ... بما يشبه رواية الغوالي ومع تفصيل فلاحظ هذه المصادر وغيرها في ج 47 من بحار الأنوار في الباب 28 باب ما جرى بينه وبين المنصور. وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد في شرح الخطبة 47: قال المنصور لجعفر بن محمد عليهما السّلام: إني قد هممت أن أبعث إلى الكوفة من ينقض منازلها ويجمّر نخلها ويستصفي أموالها ويقتل أهل الريبة منها. فأشر عليّ فقال: يا أمير المؤمنين: إنّ المرء ليقتدي بسلفه ولك أسلاف ثلاثة: سليمان أعطي فشكر ... وبعض ما يتعلق بهذه الأخبار سيأتي في ترجمة عبد الله ابن الحسن المحض قريبا.

الصفحة 467