كتاب مجلة «الزهور» المصرية (اسم الجزء: 4)
وأسكرتهم غبطة السلطان، فمشى عليها محمد الفاتح، وحاصرَها من البحر والبرّ، ثم أخذها عنوة واقتدراً في سنة 1453.
محمدُ! كسرتَ جناحَ النسرِ، فأهوى من سمائه، واقتلعتَ ناب الليث، فاستبحتَ حماه!
بناها قسطنططين، واستأثرتَ بها أنت؛ كانت للرُّوم فصيَّرتها إلى الترك؛ ما خفق عليها الصليب، حتى رفعتَ فوقها الهلال؛ بينا هي قاعدة الإمبراطورية، إذا بها دار الخلافة!
فتحتَها ببأسك، وصنتها بحولك ومجدك، ثمَّ تَوارثها أبناؤُك من بعدك!
ما نمتَ عنها ولكن نامَ بنوك!
عجباً نام الترك، وعيون الروم يقظى عليها!
أمغتصبَ الروم ملكهم، قمِ انظر إلى بقايا ملكك العظيم
النسرُ الذي اصطدتَهُ قد استنسرت أفراخهُ؛
والليث الذي اقتنصتَهُ قد استأسدتْ أشبالُه،
البلغارُ على أبوابِ فروق، والرومُ أمام الدردنيل!!
ليست فروقُ عروسَ الشرق وحدَه، بل هي عروس الدنيا جميعها. خُلقت صورة مكبَّرة للجمال، ومثالاً مصغرَّاً لجنان النعيم! هي إنجيل الطبيعة أُنزلت فيهِ آيات الحسن، ونمَّق الدهر صفحاتهِ
الصفحة 5
452