كتاب نثل النبال بمعجم الرجال (اسم الجزء: 4)

على الغلبة، فكأنه سمع بعض النواصب يروي بسندٍ فيه واحد أو أكثر من الدَّجّالين إلى الزهري أنه قال: قال عروة. . فحفظ أبو بكر الحكاية، مع علمه واعتقاده بطلانها لكن كان يعدها للإغراب عند المذاكرة. ولما دخل أصبهان، ضايق محدثيها في بلدهم، فتجمعوا عليه وذاكروه، فأعوزه أن يغرب عليهم، ففزع إلى تلك الحكاية، فقال: الزهري، عن عروة. . فاستفظع الجماعةُ الحكاية، ثم بدًا لهم أن يتخذوها ذريعةً إلى التخلص من ذلك التياه الذي ضايقهم في بلدهم، فاستقر رأيهم على أن يرفعوا ذلك إلى الوالي ليأمر بنفي ابن أبي داود، فيستريحوا منه".
* ثم قال الشيخُ المعلمي: "على كل حال فقد أساء، جدّ الإساءة، بتعرضه لهذه الحكاية، من دون أن يقرنها بما يُصرح ببطلانها. ولا يكفيه من العذر أن يقال: قد جرت عادتهم في المذاكرة بأن يذكر أحدُهُم ما يرجو أن يغرب به على الآخرين بدون التزام أن يكون حقًا أم باطلًا. لكن الرجل قد تاب وأناب، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولو كان الذنب كفرًا صريحًا" اهـ.
* وعلى كل حال فقد أطبق أهل العلم على السماع من ابن أبي داود، وتوثيقه والاحتجاج به، إلا ما كان من جرح الأقران، فإنه غير معتبر. ولم يبق معنى للطعن فيه بتلك الحكاية. والله أعلم.

*مصنفاته:
المسند.
السنن.
التفسير.
القراءات.
الناسخ والمنسوخ.

الصفحة 12