كتاب نثل النبال بمعجم الرجال (اسم الجزء: 4)

يضَعُ الحديثَ. وقال إبراهيمُ بنُ سعدٍ: "كُنَّا نُسَمِّيه وهو يَطلُب الحديث: خُرافةً". وقال مُحمَّد بنُ سُحنُونَ: "لا أعلَمُ بين الأَئِمَة اختلافًا في إِبطال الحُجَّة به"، ومَعَ هذا كُلِّه قال الحافظُ في "التَّلخيص": "كم من أصلٍ أصَّلَه الشَّافعيُّ لا يُوجَدُ إلا من رواية إبراهيم" ا. هـ.
* فأين ما قيل في عبد السَّلام بنِ صالحٍ ممَّا قيل في هؤُلاء؟ فإنَّ جَرحَهُ لا يُذكَرُ بالنِّسبة لجَرحِهم، ومَعَ ذلك حَكَمُوا بصِحَّة أحادِيثِهم، وذلك يُوجِبُ أن يَكُونَ حديثُهُ أصحَّ وأرفَعَ بدرجاتٍ من أحاديثهم "انتهَى كلامُهُ.
* قلت: وهذا الكلامُ عليه مُؤاخَذاتٌ كثيرة، استوفَيتُ النَّظَر فيها في "الزَّنَدُ الوَارِي في الرَّد على الغُمارِي"، فأنا أَنقُل هنا خُلاصة الرَّدِّ عليه، لتعرِفَ ما ارتَكَبَهُ الغمارِيُّ من المُجازَفة وقِلَّةِ الإنصاف.
* أمَّا كلامُهُ في أبي الصَّلتِ وأنَّه ثقةٌ صدوقٌ عدلٌ رِضًى فهاك كلامُ العُلماء فيه. .
* قال يحىَ بنُ مَعِينٍ: "ثقةٌ صدُوقٌ، إلا أنَّه يتشيَّعُ"، وسُئل عن حديثِهِ الذي يرويه عن أبي مُعاوِيَة، عن الأَعمَش، عن مُجاهدٍ، عن ابن عبَّاسٍ مرفوعًا: "أنا مَدِينَةُ العِلمِ وعليٌّ بابُها، فمَن أرادَ العِلمَ فلْيَأتِ بَابَهُ" , قال القاسمُ بنُ عبد الرَّحمن الأَنبَارِيُّ: سألتُ يحيَى بنَ مَعِينٍ عن هذا الحديثِ، فقال: "هو صحيحٌ". قال الخطيبُ في "تاريخ بغداد" (11/ 50): "أراد أنَّهُ صحيحٌ مِن حديث أبي مُعاوِيَة، وليس بباطلٍ، إذ قَد رواه غيرُ واحدٍ عنه".
* وقال إبراهيمُ بنُ عبد الله بنِ الجُنيْد: سألتُ يحيى بنَ مَعِينِ عن أبي الصَّلت الهَرَوِيِّ، فقال: "قد سمعَ، وما أعرِفُه بالكَذِب"، قلتُ: "فحديث الأعمش عن مُجاهِدٍ، عن ابن عبَّاسٍ؟ "، فقال: "ما سمعتُ به قطُّ، وما بلغني إلا عنه".
* وقال مرَّةً أخرَى: سمعتُ يحيَى وذَكَرَ أبا الصَّلتَ الهَروِيَّ، فقال: "لم يَكُن

الصفحة 153