كتاب نثل النبال بمعجم الرجال (اسم الجزء: 4)

أقوله، وألفاظه، فابن جريج حدد عبارة بعينها وجعلها كالسماع فيما يتصلُ بروايته عن عطاء وحده، فلا يجوز تسويتها بغيرها في حق المدلس، حتى وإن تساوت في المعنى اللغوي، أو الاصطلاحي، ولذا أرى -والله أعلم- أن ابن جريج إن قال: "عن عطاء" فمن غير الممكن أن نجعلها سماعًا. والله أعلم. الأربعون في ردع المجرم / 62 ح 18
* ابن جريج: مدلسٌ، وقد عنعنه. ولا ينفعه ما رواه أبو بكر بن أبي خيثمة في "تاريخه"، قال: حدثنا إبراهيم بن عرعرة، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال: "إذا قلتُ: قال عطاء، فأنا سمعته منه، وإن لم أقل سمعتُ".
* ولكني رأيت شيخنا -محدث العصر- ناصر الدين الألباني [رحمه الله تعالى] حكى هذا القول في ثلاثة مواضع من كتبه، ثم تساءل: هل إذا قال ابنُ جريج: "قال عطاء" تساوي: "عن عطاء"؟؟ ثم رجَّح التساوي!!
* فقال في "الصحيحة" (4/ 352/ 1757) في حديث رواه ابن جريج، عن عطاء. قال الشيخُ: ابن جريج وإن كان مدلسًا فروايته عن عطاء محمولةٌ على السماع لقوله هو نفسه إذا قلتُ قال عطاء فأنا سمعته منه وإن لم أقل سمعتُ.
* وكذا قال الشيخُ في "الصحيحة" (1/ 52)، وفي "الإرواء" (3/ 97).
* ولما التقيتُ بالشيخ في عمّان، في المحرم سنة (1407) من الهجرة، راجعتُهُ في هذا القول فقال لي: إنه ما زال يرى صوابه؛ لأنَّ (قال) تساوي (عن) عند غالب أهل العلم. .
* غير أنَّ في قلبي شيئًا من هذا القول؛ لأنَّ المدلس إنما توزن أقوالُهُ وألفاظه. فابن جريج حدَّد كلمةً بعينها، وجعلها كالسماع فيما يتصلُ بروايته عن عطاء وحده، فلا يجوز تسويتها مع غيرها في حقِّ المدلس، وإن تساوت في

الصفحة 44