كتاب نثل النبال بمعجم الرجال (اسم الجزء: 4)

عنه وعن أهل ملتهم إلى صاحب قبرص، يذكر له ما حلَّ بهم من الخزي والنكال والجناية؛ بسبب عدوان صاحب قبرص على مدينة الإسكندرية. وأحضر لي الكتب إليه وإلى ملك اسطنبول، قرأها عليّ من لفظه. لعنه الله ولعن المكتوبَ إليهم أيضًا!!
وقد تكلمت معه في دينهم، ونصوص ما يعتقده كلٌّ من الطوائف الثلاثة، وهم: الملكية، واليعقوبية -ومنهم الإفرنج والقبط- والنسطورية، فإذا هو يفهم بعضَ الشيء. ولكن حاصله أنه حمار من أكفر الكفار! لعنه الله". "التاريخ" (14/ 319 - 320).
* ولا يعجبنّ القاريء من أن يكون ابن كثير أعلم بعقائد النصارى من أحد بتاركتهم. أستغفر الله، بل إنه يذكر عن ذاك البترك ميخائيل الذي تكلّم معه "أنه يفهم بعض الشيء"- لأن ابن كثير رحمه الله من أوسع العلماء اطلاعًا على أقوال أهل الملل والنحل، وخاصة مذاهب المسيحيين، كما يدل عليه كلامه في مواضع كثيرة في التفسير والتاريخ.
* بل يكفي في الدلالة على سعة اطلاعه في ذلك أن يكون تلميذ شيخ الإِسلام ابن تيمية، الذي ألف موسوعته النفسية في ذلك: "كتاب الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح". وهو مطبوع معروف.
* وكان رحمه الله قد أضر في آخر عمره. ثم مات يوم الخميس 26 شعبان سنة. 774 وقال ابن ناصر: وكانت له جنازة حافلة مشهورة ودفن بوصيةٍ منه في تربة شيخ الإِسلام ابن تيمية بمقبرة الصوفية خارج باب النصر من دمشق. اهـ.
* [مأخوذة من "عمدة التفسير" (ص 20 - 32) للشيخ العلام المحدّث أبي الأشبال أحمد بن محمَّد شاكر رحمه الله ورضي عنه]
* قلتُ: وأما مصنفاته فكثيرة، وقد ذكرتها في دراستي المفردة وسوف

الصفحة 94