كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 4)

22- بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : {وَابْتَلُوا اليَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا}.
{حَسِيبًا} يَعْنِي كَافِيًا.
وما لِلْوَصِيِّ أَنْ يَعْمَلَ فِي مَالِ اليَتِيمِ وَمَا يَأْكُلُ مِنْهُ بِقَدْرِ عُمَالَتِهِ.
2764 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الأَشْعَثِ (1)، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ , مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ أَنَّ عُمَرَ تَصَدَّقَ بِمَالٍ لَهُ، عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: ثَمْغٌ، وَكَانَ نَخْلاً، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ , إِنِّي اسْتَفَدْتُ مَالاً، وَهُوَ عِنْدِي نَفِيسٌ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَصَدَّقْ بِأَصْلِهِ، لاَ يُبَاعُ، وَلاَ يُوهَبُ، وَلاَ يُورَثُ، وَلَكِنْ يُنْفَقُ ثَمَرُهُ، فَتَصَدَّقَ بِهِ عُمَرُ، فَصَدَقَتُهُ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ , وَفِي الرِّقَابِ , وَالْمَسَاكِينِ , وَالضَّيْفِ , وَابْنِ السَّبِيلِ , وَلِذِي الْقُرْبَى، وَلاَ جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ يُوكِلَ صَدِيقَهُ , غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ بِهِ.
_حاشية__________
(1) قال ابن حَجَر: قوله: "حَدَّثَنا هارون بن الأَشْعَث" هو الهَمْدَانِي , بسكون الميم , أصلُه من الكُوفَة , ثم سَكَنَ بُخَارَى , ولم يخرج عنه البُخَارِي في هذا الكتاب سوى هذا الموضع , ووقع في بعض الروايات , كرواية النَّسَفِي "حَدَّثَنا هارون" غير منسوب , فزعم ابن عَدِي , أنه هارون بن يَحْيَى المَكِّي الزُّبَيْرِي , ولم يعرف من حاله شيء , والمعتمد ما وقع عند أَبِي ذَرٍّ وغيره , منسوبًا. "فتح الباري" 2764.

الصفحة 11