كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 4)
فَقَالَ الآخَرُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، وَكُنْتُ آتِيهِمَا كُلَّ لَيْلَةٍ بِلَبَنِ غَنَمٍ لِي ، فَأَبْطَأْتُ عَنْهُمَا لَيْلَةً ، فَجِئْتُ وَقَدْ رَقَدَا , وَأَهْلِي وَعِيَالِي يَتَضَاغَوْنَ مِنَ الجُوعِ ، فَكُنْتُ لاَ أَسْقِيهِمْ حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوَايَ , فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُمَا ، فَيَسْتَكِنَّا لِشَرْبَتِهِمَا ، فَلَمْ أَزَلْ أَنْتَظِرُ حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ , فَفَرِّجْ عَنَّا ، فَانْسَاخَتْ عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ , حَتَّى نَظَرُوا إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ الآخَرُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي ابْنَةُ عَمٍّ ، مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ ، وَأَنِّي رَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا , فَأَبَتْ ، إِلاَّ أَنْ آتِيَهَا بِمِئَةِ دِينَارٍ ، فَطَلَبْتُهَا حَتَّى قَدَرْتُ ، فَأَتَيْتُهَا بِهَا , فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهَا ، فَأَمْكَنَتْنِي مِنْ نَفْسِهَا ، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا ، فَقَالَتْ : اتَّقِ اللَّهَ ، وَلاَ تَفُضَّ الخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ ، فَقُمْتُ وَتَرَكْتُ المِئَةَ الدِّينَارِ ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ , فَفَرِّجْ عَنَّا ، فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ , فَخَرَجُوا.
54- بَابُ.
3466- حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : بَيْنَا امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنَهَا , إِذْ مَرَّ بِهَا رَاكِبٌ وَهِيَ تُرْضِعُهُ ، فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ لاَ تُمِتِ ابْنِي ، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ هَذَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، ثُمَّ رَجَعَ فِي الثَّدْيِ ، وَمُرَّ بِامْرَأَةٍ تُجَرَّرُ , وَيُلْعَبُ بِهَا ، فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، فَقَالَ : أَمَّا الرَّاكِبُ : فَإِنَّهُ كَافِرٌ ، وَأَمَّا المَرْأَةُ : فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَهَا : تَزْنِي ، وَتَقُولُ حَسْبِيَ اللَّهُ ، وَيَقُولُونَ : تَسْرِقُ ، وَتَقُولُ حَسْبِيَ اللَّهُ.
الصفحة 210
255