كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 4)

49- بَابُ مَنْ ضَرَبَ دَابَّةَ غَيْرِهِ فِي الغَزْوِ.
2861- حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو المُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ ، قَالَ : أَتَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ ، فَقُلْتُ لَهُ : حَدِّثْنِي بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : سَافَرْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، قَالَ أَبُو عَقِيلٍ : لاَ أَدْرِي غَزْوَةً أَمْ عُمْرَةً ، فَلَمَّا أَنْ أَقْبَلْنَا , قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَعَجَّلَ إِلَى أَهْلِهِ فَلْيُعَجِّلْ ، قَالَ جَابِرٌ : فَأَقْبَلْنَا , وَأَنَا عَلَى جَمَلٍ لِي أَرْمَكَ , لَيْسَ فِيهَا شِيَةٌ ، وَالنَّاسُ خَلْفِي ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ , إِذْ قَامَ عَلَيَّ ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا جَابِرُ , اسْتَمْسِكْ ، فَضَرَبَهُ بِسَوْطِهِ ضَرْبَةً ، فَوَثَبَ البَعِيرُ مَكَانَهُ ، فَقَالَ : أَتَبِيعُ الجَمَلَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ , وَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَسْجِدَ فِي طَوَائِفِ أَصْحَابِهِ ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ , وَعَقَلْتُ الجَمَلَ فِي نَاحِيَةِ البَلاَطِ ، فَقُلْتُ لَهُ : هَذَا جَمَلُكَ ، فَخَرَجَ ، فَجَعَلَ يُطِيفُ بِالْجَمَلِ , وَيَقُولُ : الجَمَلُ جَمَلُنَا ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَاقٍ مِنْ ذَهَبٍ ، فَقَالَ : أَعْطُوهَا جَابِرًا , ثُمَّ قَالَ : اسْتَوْفَيْتَ الثَّمَنَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : الثَّمَنُ وَالجَمَلُ لَكَ.
50- بَابُ الرُّكُوبِ عَلَى الدَّابَّةِ الصَّعْبَةِ وَالفُحُولَةِ مِنَ الخَيْلِ.
وَقَالَ رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ : كَانَ السَّلَفُ يَسْتَحِبُّونَ الفُحُولَةَ ، لأَنَّهَا أَجْرَى وَأَجْسَرُ.
2862- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ ، فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسًا لأَبِي طَلْحَةَ ، يُقَالُ لَهُ : مَنْدُوبٌ ، فَرَكِبَهُ , وَقَالَ : مَا رَأَيْنَا مِنْ فَزَعٍ , وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا.

الصفحة 36