كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 4)

154- بَابُ حَرْقِ الدُّورِ وَالنَّخِيلِ.
3020- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : قَالَ لِي جَرِيرٌ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الخَلَصَةِ , وَكَانَ بَيْتًا فِي خَثْعَمَ يُسَمَّى كَعْبَةَ اليَمَانِيَةِ ، قَالَ : فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِئَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ ، قَالَ : وَكُنْتُ لاَ أَثْبُتُ عَلَى الخَيْلِ ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِي , وَقَالَ : اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا , فَكَسَرَهَا وَحَرَّقَهَا ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ جَرِيرٍ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ ، مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْوَفُ , أَوْ أَجْرَبُ ، قَالَ : فَبَارَكَ فِي أَحْمَسَ ، وَرِجَالِهَا , خَمْسَ مَرَّاتٍ.
3021- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : حَرَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ.
155- بَابُ قَتْلِ النَّائِمِ المُشْرِكِ.
3022- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَهْطًا مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى أَبِي رَافِعٍ لِيَقْتُلُوهُ ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَدَخَلَ حِصْنَهُمْ ، قَالَ : فَدَخَلْتُ فِي مَرْبِطِ دَوَابَّ لَهُمْ ، قَالَ : وَأَغْلَقُوا بَابَ الحِصْنِ ، ثُمَّ إِنَّهُمْ فَقَدُوا حِمَارًا لَهُمْ ، فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَهُ ، فَخَرَجْتُ فِيمَنْ خَرَجَ , أُرِيهِمْ أَنَّنِي أَطْلُبُهُ مَعَهُمْ ، فَوَجَدُوا الحِمَارَ ، فَدَخَلُوا وَدَخَلْتُ , وَأَغْلَقُوا بَابَ الحِصْنِ لَيْلاً ، فَوَضَعُوا المَفَاتِيحَ فِي كَوَّةٍ حَيْثُ أَرَاهَا ، فَلَمَّا نَامُوا أَخَذْتُ المَفَاتِيحَ ، فَفَتَحْتُ بَابَ الحِصْنِ ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ : يَا أَبَا رَافِعٍ ، فَأَجَابَنِي ، فَتَعَمَّدْتُ الصَّوْتَ فَضَرَبْتُهُ , فَصَاحَ ، فَخَرَجْتُ ثُمَّ جِئْتُ ، ثُمَّ رَجَعْتُ كَأَنِّي مُغِيثٌ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا رَافِعٍ , وَغَيَّرْتُ صَوْتِي ، فَقَالَ : مَا لَكَ لأُمِّكَ الوَيْلُ ، قُلْتُ : مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي مَنْ دَخَلَ عَلَيَّ , فَضَرَبَنِي ، قَالَ : فَوَضَعْتُ سَيْفِي فِي بَطْنِهِ ، ثُمَّ تَحَامَلْتُ عَلَيْهِ حَتَّى قَرَعَ العَظْمَ ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَأَنَا دَهِشٌ ، فَأَتَيْتُ سُلَّمًا لَهُمْ لأَنْزِلَ مِنْهُ ، فَوَقَعْتُ فَوُثِئَتْ رِجْلِي ، فَخَرَجْتُ إِلَى أَصْحَابِي ، فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِبَارِحٍ حَتَّى أَسْمَعَ النَّاعِيَةَ ، فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى سَمِعْتُ نَعَايَا أَبِي رَافِعٍ تَاجِرِ أَهْلِ الحِجَازِ ، قَالَ : فَقُمْتُ وَمَا بِي قَلَبَةٌ , حَتَّى أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرْنَاهُ.

الصفحة 76