كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 4)

صحيح (كل أمتي معافاً) بفتح الفاء والتنوين قال المناوي بمعنى عفا الله عنه أو سلمه الله وسلم منه (إلا المجاهرين) بالمعاصي من تجاهر بكذا بمعنى جهر به أو المراد الذين يجاهر بعضهم بالتحدث بالمعاصي فالمفاعلة على بابها (وإن من الجهار) وفي رواية الأجهار وفي أخرى بالمجاهرة قال العلقمي والثلاثة بمعنى الظهور والإظهار (أن يعمل الرجل بالليل عملاً) سيئاً (ثم يصبح وقد ستره الله) تعالى (فيقول عملت البارحة) قال في الفتح هي أقرب ليلة مضت من وقت القول (كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستره الله عنه) بإظهار ذنبه فإذا كان الحق لله تعالى فالمطلوب أن يستر الشخص على نفسه ويثوب ويرجو رحمة ربه لأن الله تعالى أكرم الأكرمين ورحمته سبقت غضبه وإذا ستره في الدنيا لم يفضحه في الآخرة وفي الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله وضرب من العناد والظاهر أن هذا خرج مخرج الحث على ترك المجاهرة (ق) عن أبي هريرة (كل أمتي معافاً إلا المجاهرين) أي المظهرين للمعاصي ثم فسر المجاهر بأنه (الذي يعمل العمل الشيء بالليل فيستر ربه ثم يصبح فيقول يا فلان إني عملت البارحة كذا وكذا فيكشف ستر الله عز وجل) عنه فيؤاخذ به في الدنيا بإقامة الحد أو التعزيز عليه وفي العقبي بالعقاب لأن من صفاته تعالى ستر القبيح فإظهاره كفر لهذه النعمة واستهانة بستره تعالى وتخصيص الليل لا لإخراج النهار بل لوقوع ذلك فيه غالبا دون النهار (طس) عن أبي قتادة قال الشيخ حديث حسن لغيره (كل أمتي) أي أمة الإجابة (يدخلون الجنة إلا من أبى) بفتح الهمزة والموحدة أي عصى منهم بترك الطاعة أو أراد أمة الدعوة ومن أبى من كفر قالوا ومن يأبى يا رسول الله (قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني) بعدم التصديق أو بفعل المنهي (فقد أبى) فإن كان كافر ألم يدخل الجنة أصلا أو مسلما يدخلها حتى يطهر بالنار وقد يدركه العفو فلا يعذب أصلا (خ) عن أبي هريرة (كل امرئ) أي كل إنسان (مهيأ) أي مصروف مسهل (لما خلق له) من خير وشر (حم طب ك) عن أبي الدرداء وإسناده حسن (كل امرئ) يكون (في ظل صدقته) يوم القيامة حتى تدنوا الشمس من الرؤس (حتى يقضي) قال المناوي لفظ رواية الحاكم حتى يفصل (بين الناس) بمعنى أن المتصدق يكفي المخاوف ويصير في كنف الله وستره (حم ك) عم عقبة بن عامر وإسناده صحيح (كل أمر ذي بال) أي حال يهتم به شرعاً (لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو اقطع) أي ناقص وقليل البركة (هـ هق) عن أبي هريرة بإسناد حسن (كل أمر ذي بال) قال المناوي وفي رواية كل كلام والأمر أعم لأنه قد يكون فعلا (لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم اقطع) قال المناوي والمراد بالحمد ما هو أعم من لفظه فلا تعارض بين رواية الحمد والبسملة (عبد القادر الرهاوي) قال المناوي بضم الراء نسبة إلى رها بالضم حي من مرجح (في) أول كتاب (الأربعين عن أبي هريرة) بإسناد

الصفحة 13