كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 4)

حسن (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة عليّ فهو أقطع بتر ممحوق من كل بركة) الحافظ عبد القادر (الرهاوي) بضم الراء في الأربعين (عن أبي هريرة) قال العلقمي زاد في الكبير والديلمي وقال الرهاوي غريب تفرد بذكر الصلاة فيه إسماعيل بن أبي زياد وهو ضعيف جدّالا يعتدّ بروايته ولا يزيادته (كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول لولا أن الله هداني فيكون له شكر) قال العلقمي قال شيخنا قال أبو البقاء شكر في هذه الرواية مرفوع ووجهه أن يكون بمعنى يحدث وهي تامّة وشكر فاعلها ولوروى بالنصب لكان خبر يكون اهـ قلت ظاهره أن الرواية بالرفع وهي في خط شيخنا في الأصل بالنصب فلعل هناك رواية أخرى بالنصب ويرشد إليه قوله في هذه الرواية (وكل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول لو أن الله هداني فيكون عليه حسرة) قال المناوي تمامه ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله (حم ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح (كل بناء) لا يحتاج إليه ولا يقصد به قربة (وبال على صاحبه يوم القيامة إلا مسجدا) ونحوه كمدرسة ورباط واستثنى في خبر آخر ما لابدّ منه لحاجة الإنسان (هب) عن أنس بإسناد حسن (كل بنيان) بوصفه السابق (وبال على صاحبه) يوم القيامة ظاهر هذا الحديث وما أشبهه حرمة البناء حينئذ ولم أر من قال بذلك (إلا ما كان وأشار بكفه) قال المناوي أي إلا ما كان قليلا بقدر الحاجة فلا يوسعه ولا يرفعه (وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به) أي بعلمه (طب) عن وائلة بن الأسقع بإسناد ضعيف (كل بني آدم يمسه الشيطان) أي يطعنه بأصبعه في جنبه (يوم) أي وقت (ولدته أنه إلا مريم) بنت عمران (وابنها) عيسى لاستجابة دعاء حنة لها بقولها إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم قال النووي هذه فضيلة ظاهرة وظاهر الحديث اختصاصها بعيسى وأمّه وأشار القاضي إلى أن جميع الأنبياء يشاركونه فيها (م) عن أبي هريرة (كل بني آدم) بالنصب مفعول (يطعنه الشيطان في جنبه بأصبعه) قال العلقمي بالأفراد للأكثر ولأبي ذر والجرجاني جنبيه بالتثنية (حين يولد) زاد في رواية للبخاري فيستهل صارخا (غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب) أي المشيمة التي ولد فيها الولد اقتصر على عيسى هنا دون الأول قال المناوي لأن هذا بالنسبة للطعن في الجنب وذاك بالنسبة للجس وقد ذكر العلقمي هذا عن صاحب الفتح ثم قال والذي يظهران بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخرون والزيادة من الحافظ مقبولة (خ) عن أبي هريرة (كل بني آدم حسود) كثير الحسد (ولا يضرها حاسداً حسده) لأنه مما جبل عليه (ما لم يتكلم باللسان أو يعمل باليد) قال المناوي هذا الحديث سقط منه قلم المؤلف جملة ولفظ مخرجه أبى نعيم كل بني آدم حسود وبعض الناس أفضل في الحسد من بعض ولا يضر حاسداً حسده

الصفحة 14