كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 4)

صلى الله عليه وسلم اسمعوا لي ما يقول سيدكم قال المازريّ وغيره ليس هو ردّ القول النبي صلى الله عليه وسلك ومخالفة من سعد لا مره وإنما معناه الأخبار عن حالة الإنسان عند رؤيته الرجل مع امرأته واستيلاء الغضب عليه فإنه حيمئذ يعاجله بالسيف وإن كان عاصياً زاد الدميري وقال الخطابي يشبه أن تكون مراجعة سعد النبيّ صلى الله عليه وسلم طمعا في الرخصة لا ردّاً لقوله صلى الله عليه وسلم فلما أبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنكر عليه قوله سكت سعد واتقاد وقد اختلف الناس في هذه المسألة فكان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول من لم يأت بأربعة شهداء أعطى برمته أي أقيد به وروى عن عمر أنه هاد ردمه ولم ير فيه قصاصاً ويشبه أن يكون أنهار دمه مباحا فيما بينه وبين الله تعالى إذا تحقق الزنا منه فعلا وكان الزاني حصنا وذكر الشافعيّ حديث عليّ قال بهذا نأخذ غير أنه قال ويسعه فيما بينه وبين الله تعالى قتل الرجل وامرأته إذا كان ثيبين وعلم أنه قد نال نها ما يوجب القتل ولا يسقط عنه القرد في الحكم وكذلك قال أبو ثور وقال أحمد أن جاء ببينة أنه وجده مع امرأته في بيته فقتله فهدر ذمه وكذلك قال إسحاق انتهى والمراد أن السيف كالشاهد الذي يقطع الخصومة (هـ) عن سلمة بن المحبق (كفى بالمرء إثما يحدث بكل ما يسمع) قال المناوي أي لو لم يكن للرجل كذب إلا تحدّثه بكل ما سمعه لكفاه في الكذب لأن جميع ما يسمعه ليس بصدق بل بعضه كذب فلا يحدّث إلا بما ظن صدقه (دك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت) أي من يلزمه قوته (حم د ك هق) عن ابن عمرو ابن العاص بإسناد صحيح (كفى بالمرء سعادة أن يوثق به في أمر دينه ودنياه) لأنه إنما يوثق به ويعتمد عليه إذا كان أميناً عدلاً فثقة المؤمنين به شهادة له بالصدق والوفاء فيسعد بشهادتهم لأنهم شهداء الله في أرصه (ابن النجار عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن لغيره (كفى بالمرء شراً أن يتسخط ما قرب إليه) أي ما قربه لع المضيف من الضيافة لأن التكلف للضيف منهي عنه فإذا تسخط ما حضر فقد باء بشر عظيم (ابن أبي الدنيا) في كتاب (قرى) بكسر القاف (الضيف وأبو الحسين بن بشران) بكسر الموحدة (في أماليه عن جابر بن عبد الله قال الشيخ ضعيف (كفى بالمرء علما أن يخشى الله) قال الله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) (وكفى بالمرء جهلا إن يعجب بنفسه) لما ينشأ عنه من الكبر والخيلاء وذا إنما يصدر عمن جهل أن الكبرياء والعظمة لله سبحانه وتعالى (هب) عن مسروق مرسلاً قال الشيخ حديث حسن لغيره (كفى بالمرء فقهاً إذا عبد الله) لجمعه بين العبادة والفقه المصحح لها (وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه) لما تقدّم (حل عن ابن عمرو) بن العاص قال الشيخ حديث ضعيف (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) قال العلقمي قال شيخنا تبعاً للنووي لأنه يسمع في العادة الصدق والكذب فإذا حدث بكل ما سمع فقد كذب لا محالة لإخباره

الصفحة 8