كتاب تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 4)
فكأنها اقشعرت حزنا عليه، فحذفت هذه العلة، وتقدير وجود من يسد مسد هشام علة لعدم اقشعرار ظاهرها، وهذا المعلل محذوف لفهمه من صدر البيت.
والثالث: أن الكاف للتعليل و (أن) للتوكيد، فهما كلمتان لا كلمة، ونظيره: {وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}، أي: أعجب لعدم فلاح الكافرين.
وادعى ابن الخباز الإجماع على أن (كأن) حرف مركب، وليس كذلك نعم: هو مذهب الأكثرين، قالوا: والأصل- في (كأن زيدا أسد) - إن زيدا كأسد، ثم قدم حرف التشبيه اهتماما به، ففتحت همزة (إن) لدخول الجار.
قال الزجاج وابن جتي: ما بعد الكاف جر بها.
قال ابن جني: وهو حرف لا يتعلق بشيء؛ لمفارقته الموضع الذي يتعلق فيه بالاستقرار، ولا يقدر له عامل، لتمام الكلام بدونه، ولا هو زائد؛ لإفادته التشبيه.
قال ابن هشام في المغني: وليس قوله بأبعد من قول أبي الحسن: إن كاف التشبيه لا تتعلق دائما.
قال: ولما رأى أن الجار غير الزائد حقه التعلق دائما قدر الكاف هنا اسما بمنزلة (مثل) ثم لزم أن يقدر له موضعا، فقدره ميتدأ فاضطر إلى أن يقدر له خبرا لم ينطق
الصفحة 12
339