كتاب الاستشراق وموقفه من السنة النبوية
والأحكام، أو أنهم يقصدون ذلك لتمزيق صف الأمة الواحد، وإفشاء روح التشكيك في نفوس المسلمين تجاه أهم مصدر لدينهم وهو السنة.
ثالثًا: قولهم بما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بكتابة السنة أو جمعها وحفظها في قراطيس فهذا يدل على أن السنة ليست بحجة، ولأن السنة بعد ذلك صارت ظنية الثبوت فلا يصح الاحتجاج بها، لقوله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36] ، وقال: {مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا} [يوسف:38] . لأن القطع لا يكون إلا بكتابتها وحفظها من التحريف والزيادات مثل القرآن، ومن أجل ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم كتابة السنة ومحو ما كُتب منها:
أ - فقد أخرج الحاكم عن عائشة أن أبا بكر رضي الله عنه أحرق خمسمائة حديث كتبها، وقال: "خشيت أن أموت فيكون فيها أحاديث عن رجل ائتمنته ووثقت به ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذلك".
ب – فعل زيد بن ثابت عندما دخل على معاوية فسأله معاوية عن حديث فأخبره به، فأمر معاوية إنسانًا بكتبه فقال له زيد: إن رسول الله أمرنا ألا نكتب شيئًا من حديثه فمحاه.
ج – لقد عزم عمر رضي الله عنه مرة أن يكتب السنن ثم عدل عن ذلك وقال: "إني كنت أريد أن أكتب السنن فإني ذكرت قومًا كانوا قبلكم كتبوا كتبًا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله وإني – والله – لا أشوب كتاب الله بشيء أبدًا".
د – طلب علي رضي الله عنه ممن كتب أي شيء من الحديث أن يمحوه.
هـ - كره مجموعة من علماء الأمة كتابة الحديث منهم: القاسم بن
الصفحة 89
101