كتاب الاستشراق وموقفه من السنة النبوية

محمد، والشعبي، والنخعي، ومنصور، والأعمش.
و– أن السنة لم تكتب وتدون إلا في العصور المتأخرة بعد أن اعتراها الخطأ والنسيان والتحريف والتبديل، مما يوجب الظن والشك فيها فلا يجوز الأخذ بها (1) .
وهذه الشبهة استشراقية بكل محتوياتها، فهذا هو المستشرق الألماني شاخت يقول: "لا صحة لأي حديث منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم وإن أقدم ما بين أيدينا من أحاديث الأحكام لا يرجع إلا إلى سنة (100) هجرية ليس إلا".
وقد سبق بيان هذه الشبهة سابقًا في دعاوى المستشرقين حول تأخير تدوين السنة والرد عليها.
هذه نماذج من الطائفة التي تسمى بالقرآنيين، رغم أن أفكارهم صارت عقيدة لدى كثير من المفكرين والأكاديميين المنتسبين إلى الإسلام، إلا أن معظمهم من الذين تغربوا أو تشرقوا أو "تأمركوا"، أو احتضنتهم المراكز الاستعمارية والاستشراقية، وتأثروا بهم في جميع مجالات الحياة ليس في الجانب العقدي فحسب؛ بل تغلغل هذا التأثير في وجدانهم فغيّر نظرتهم للحياة اقتصاديا وثقافيا وسياسيا.
وحقيقة إنكار السنة لم تنحصر في المعتزلة والمستشرقين فحسب، بل كانت عقيدة راسخة في أذهان الخوارج، فهذا هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول عن موقف الخوارج من السنة: "وأصل مذهبهم تعظيم القرآن وطلب اتّباعه، حتى خرجوا عن السنة والجماعة، فهم لا يرون اتّباع
__________
(1) بتصرف من السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، ص153-155.

الصفحة 90