كتاب العيوب المنهجية في كتابات المستشرق شاخت المتعلقة بالسنة النبوية

ثم يعدد مضار التعصب على روح المنهج العلمي فيقول: ((وأعظم الأخطار التي يجلبها التعصب على العلم، هو أنه يجعل الحقيقة ذاتية، ومتعددة، ومتناقضة، وهو ما يتعارض كلية وطبيعة الحقيقة العلمية ... كما ينطوي التعصب على تفكير أسطوري - خرافي - يتسم بطابع وهمي مختلق، وهو بطبيعته يشجع التفكير غير العقلي؛ لأنه هو الدعامة الوحيدة لموقفه، ومن هنا كان أساس النازية هو " أسطورة " الجنس الآري المتفوق، وكان أساس التفرقة العنصرية هو " أسطورة " الجنس الزنجي المنحط، إلى غير ذلك من الأساطير التي يستند إليها كل شكل من أشكال التعصب)) (1) .
ويقول أحد المختصين في منهجية البحث التاريخي: ((إذا وقع الباحث في أسر التعصب، كان من السهل وصمه بالذاتية التي هي نقيض الموضوعية والعلم)) (2) .
إن نظرة سريعة إلى الكتب التي تكلمت على المنهجية العلمية وشروطها؛ تعطينا حكماً عاماً بأن الباحث المتحيز لا يمكن أن تكون نتائج بحثه علمية بأي حال من الأحوال (3) .
وبعد أن ألممنا بموقف المختصين في منهجية البحث العلمي من التحيز والعنصرية، فلننظر ماذا فعل " شاخت "؟
__________
(1) السابق (ص 99، 101) بتصرف يسير.
(2) البحث في التاريخ قضايا المنهج والإشكالات (ص 20) .
(3) انظر المنهج لإحكام قيادة العقل لديكارت (ص 36) ، والمنطق وفلسفة العلوم (ص 58 -59) ، وأصول البحث العلمي (ص 58، 59، 61) ، وفلسفة العلوم الميثودولوجيا (ص 99) ، والمدخل إلى البحث في العلوم السلوكية (ص 297) ، ومنهج البحث التاريخي (ص 19) ، والمدخل إلى مناهج البحث العلمي (ص26 - 27) .

الصفحة 24