كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

راجعها أعلها راضين منه بالاعتمال له بالسهمان، راجين في دفاعه من الحدثان، على هذه السبيل سلك اكثر الثوار المنتزين على أكنافها، الثائرين بأطرافها، بعد افتراق سلطان الجماعة بقرطبة آخر دولة بني عامر.
وكان موت مبارك هذا هنالك أنه ركب يوما من قصر بلنسية يبتغي الخروج للنزهة خارج البلد على فرس ورد مطهم قلق الركاب، وأهل بلنسية قد ضجروا لمال افترضه عليهم، فقال لهم يومئذ هذا العلج مبارك: اللهم أن كنت لا أريد إنفاقه فيما يعم المسلمين نفعه فلا تؤخر عقوبتي يومي هذا؛ وركب إثر ذلك [4ب] فلما أتى القنطرة، وكانت يومئذ من خشب، خرجت رجل فرسه من حدها فرمى به أسفلها، واعترضته خشبة نابية من القنطرة شدخت وجهه، وسقط لفيه ويديه، وسقط الفرس عليه، وكسر أعضاءه وفتق بطنه، ففاضت نفسه لوقته، وأمن أهل البلد من مقته، وكفاهم الله أمره، فثاروا يومهم ذلك وانهبوا قصره.
ثم اتفقوا على تأمير لبيب الصقلبي، فأحدث أيضا فيهم أحداثا مقتوه بها، فلاذ بالطاغية ريمنده أمير الفرنجة ببرشلونة يومئذ، واستبلغ في الطافه حتى صير نفسه كبعض عماله، فغاظ المسلمين وعرضهم لملك النصرانية، فوثب أهل طرطوشة على لبيب وقضوا عليه، واستصرخوا ابن هود

الصفحة 20