كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

وقطا هذه المناهل، وهداة تلك المجاهل، [من] تحسد فقرة الكواكب، ويترجل إليه منها الراكب، فأما الأزاهير فملقاة في رباها، ولو حلت عن المسك حباها، أو صيغت من الشمس حلاها، فهي تنظر من الوجد يكل عين شكوى لا تكرى، وإذا كانت أنفاس هؤلاء الأفراد مبثوثة، وبدائعهم [215ب] منثوثة، وخواطرهم على محاسن الكلام مبعوثة، فما غادرت نتردما، واستبقت لمتأخر متقدما، فعندها يقف الاختيار، وبها يقنع المختار. وأنا أنزه ديوانه النزيه، وتوجيهه الوجيهن عن سقط من المتاع، قليل الإمتناع، ثقيل روح السرد، مهلك صر البرد. وهبه قد استسهل استلحاقه، وطامن له أخلاقه، أتراني أعطي الكاشحين في إثباته يدا، وأترك عقلي لهم سدى -! ما إخالك ترضاها لي من الود خطة خسف، ومهواة حتف، لا يستقل عاثرها، ولا يستجد داثرها، ولا يستقيل غبينها، ولا يبل طعينها؛ وقد كنت حرصت حين عرض علي صدر هذا التأليف - حيث عرض - على التماحه، واجتلاء غرره وأوضاحه، وما غربي إلا وعدك، ولا استجرني

الصفحة 789