كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

إلا عهدك، وغرضي في تصفحه أن أجد قدوة، وأصادف أسوة، فأنزل عن حذري، وأرجح بين مغيبي ومحضري، وأقع على ألافين وأجاور في التخلف أحلافي، فلم يتمم لي وعدك إنجازا، ولا وجدت لفرصتك انتهازا، بل انقلبت الحقيقة مجازا، والهوادي أعجازا، ولم نحل بطائل، وصرنا تحت قول القائل:
ترك الزيارة وهي ممكنة وأتلك من مصر على جمل
وفي فصل: وأنت المفتتح للصلة، المولي للمنة المشتملة، وان رسولك لوافى بكتابك الخطير، والشمس واجبة سقوط منازع، وحياة الذي يقضي حشاشة نازع، والبيت قد غص بما فيه، وضاق لفظه عن معانيه، والشغل مساهم بل مشاطر، [والخاطر لا طالع ولا خاطر] ، يصور فكري إليه، ويخلع فقري عليه، إلا صبابة لا ترد صبابة، ورسيسا لا يشفي نسيسا، فدونكه واهن الدعائمن واهي العزائم، يتبرأ تابعه من متبعه، ويفر سامعه من مسمعه، ولولا أن الجواب فرض لاعتذرت واقتصرت، لكن أوثر حقك وإن أبقى علي دركا، وبوأني دركان وقد راجعتته [أيضا]- أعزه الله - بشريطة كتمانه وستره، انقيادا لأمره، وتصديا إلى عقوقه ببره.
وأجابني أيضا برقعة قال فيها: وصل من السيد المسترق، والمالك

الصفحة 790