كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

وقد وجهت من المنظوم طيها ما حضر، وعذري إليك - أعزك الله - في أني خططت والنوم مغازل، والقر منازل، والريح تلعب بالسراج، ويصول عليه صولة الحجاج، فطورا تسدده سنانا، وتارة تحركه لسانا، وىونة تطويه حبابة، وأخرى تنشره ذؤابة، وتقيمه إبرة لهب، وتعطفه برة ذهب، أو حمة عقرب، وتقوسه حاجب فتاة ذات غمرات، وتتسلط على سليطه، وتزيله عن خليطه، وتخلفه نجما، وترده رجما، وتستل روحه من ذباله، وتعيده إلى حاله، وربما نصبته أذن جواد، ومسخته حدق جراد، ومشقته حروف برق، بكف ودق، ولثمت بسناه قنديله، وألقت على أعطافه منديله، فلاحظ منه للعين، ولا هداية في الطرس لليدين، والليل زنجي الأديم، تبري النجوم، قد جلنا ساجة، وأغرقتنا أمواجه، فلا مجال للحظة، ولا تعارف إلا بلفظة، ولو نظرت فيه الزرقاء لاكتحلت، أو خضبت به الشبيبة لما نصلت، والكلب قد صافح خيشومه ذنبه [216ب] وأنكر البيت وطنبه، والتوى التواء الحباب، واستدار استدارة الحباب، وجلده الجليد، وضربه الضريب، وصعد أنفاسه الصعيد، فحماه مباح، ولا هرير ولا نباح، والنار كالصديق أو كالرحيق، كلاهما عنقاء مغرب، أو نجم مغرب.
استوفي يا معتمدي هذا الفصل، ولك في الاغضاء الفصل.

الصفحة 792