كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

كتبت هذه الحروف ذاهبا مذهب الإيجاز، وراغبا مع الحقيقة عن المجاز، فعبء الإطراء ثقيل، ومركب الاسترسال نبيل، وشاهدي منك حاضر، وإليك في كل الأحوال ناظر، وموصله فلان، الواثق بفضلك في ما ينهيه إليك، ويورده عليك، ويستظهر فيه بسعيك الحميد، ويستنجح برأيك الأصيل السديد، وأنت لا تألوه بسروك نصحا، ولمبهم أبوابه فتحا، وهو في تفضيلك أمة لا يثنى ولا يصد، وما قال الا بالذي علمت سعد.
وله من أخرى: أطال الله بقاءك ومقاليد المجد تلقى إليك، ووفود الحمد وقف عليك، وأزمة الفضل في يديك، ولا زلت للمبهمات فارجا، ولسبل المكرمات ناهجا، ناهضا بالبزلاء، صبورا [على العزاء] .
كتبت والأحوال التي استطلعها اهتبالك، واستهدى علمها إجمالك، في ريعان ظهورها، وشرخ شباب نورها، والله بفضله يعيذنا فيها من عين الكمال، ويديم لنا حال الاستواء والاعتدال. وإن الخطاب الكريم نجره، المنير فجره، الذكي نشره، وافى قريبا بالسيادة عهده

الصفحة 800