كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

الله بقلب سليم. واني مع عدم الاستطاعة، ومزجى البضاعة، أتوهم سقوط الفرض، وأخلد إلى الأرض، وأحمل الأمر محمل العرض، ودونه - أيده الله - مهابة إجلال تنئيه، وكرم خلال يدنيه، فأنا بينهما عصي طيع، هذا يجىء وهذا يرجع، لا جرم أني أفقر إليه من جفن إلى كرى، ومن أذن إلى بشرى، بل من جذيمة إلى نديم، وصعب إلى إبراهيم، بل من الشمال إلى اليمين، والأنف إلى العرنين، بل من دريد إلى الشباب، والقارظ إلى الإياب، وسأستأنف وأستدرك، وأخب نحو علاه وأبرك، وأتوسل بتشيع في مجده غال، وأمت بمنافسة مغال:
فلا تلزمني ذنوب الزمان إلي أساء وإياي ضارا
وهل هو إلا نقصان يقعد عن كمال، وحرمان يبعد عن نوال، أروح وأغدو، أتجنب روضة وأجيل أعدو، أستغفر الله من غربة ركبت مطاها، ووصلت خطاها، وأثرت قطاها، أنضت شبابي بل نضته، وسلت مشيبي وانتضته، فها أنا طليح أو جريح، وأبقت علي دركا، وبوأتني دركا، فضاعت أثناءها الحقوق، وبئس الاسم العقوق. نعم - أدام الله

الصفحة 802