كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

أداره على فعل ابن دارة - هلا أسر ما أشر، وعشى ولم يغتر - ولما توجه الي بين يدي الوزير الأجل - دام سعده - منها ظن أخطأ، ووهم أسرع وأبطأ، لا تقبله حالي، ولا يفزغ له بالي، أدرجته أثناء تنصلي، ووصلته بتوسلي، إلى علائه وتوصلي:
ليعلم أني لا أظن بمثلها وأن ليس إهداء الخنا من شماليا
ولن يخفى على ذي بصر نمطها، ولا يغيب مستنبطها، وكيف وهناك فطنة تخلص بين الماء واللبن، وتفرق بين القبيح والحسن، فليصرف هذا اللجام إلى من علكه، ولينط هذا الدم بمن سفكه، فليس المري من جرير، ولا ابن الزبير من ابن الزبير، والوزير الأجل - دام سعده - يحجب عن إدراكه عيبي، ويحرس بكرم نثاه غيبي، ويضعني حيث وضعت نفسي من تأميله، ويعود علي بحسن تأويله، متطولا، إن شاء الله تعالى] .

الصفحة 805