كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

الحال التي التوى عرضها، وتأخر للأعذار القاطعة فرفضها، أسف تردد، وارتماض تجدد وذنوب على الأيام لا تحصى وتعدد، وحبا اللئام منها وتعقد، فيعلم الله عز وجهه لقد استوفيت فيه هذه الأقسام، ونهيت فيك حتى المزن عن الابتسام.
وله أيضا: ليست الأذناب كالأعراف، ولا الأنذال كالأشراف، ولا كل أشراف بأشراف، فثم من يزيل ما ولي، ويعمى عن الصبح وقد جلي، إن ذكر نسي، وان عذل فكأنما أغري، وكثيرا ما يمتد شططه، فتحذف نقطة، ويهجر نمطه، وان سامحناه في الضبط، وأمتعناه بالنقط، نبذ الوفاء فحذفنا الفاء، وجفا الكريم، فألغينا الميم، وله بعد ما ألغى ما بقي، ان أشرف فعلى الخطير العظيم، وان اطلع ففي سواء الجحيم، ورب طويل النجاد، عريق في الآباء [220أ] والأجداد، ولايته أمان، وعمله إيمان، وخلقه رضوان، تود النجوم أن يخطها في كتاب، وينسقها نسق الحساب، قد ارتقى بخطته باذخ السناء، وأخذ بضبعها رفعا إلى السماء، فهناك - وأنت ذاك - طاب الجنى، ودنت المنى، وأيقن الشرف أنه في حرم وحمى؛ وأقسم بالمبسم البارد، والحبيب الوافد، قسما تبقى على الشباب مدته، وتعز على المشيب حدته، ذكرى من ذلك العهد مدت بسبب، ومتت إلى القلب بنسب، ليحنون على الكرام، وليجترؤن الأيام، وليأخذون فوق أيديها، وليكفن من تعديها، مالها تنحت أثلاثهم سماتهم، تصفهم

الصفحة 807