كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

والديمة الثرة، ولقد هممت على هذا البرد وحل العقد، وفض النقد، فدافعني انقباضا، وأعلمني أن له في عملك - أبقاه الله - أغراضا، تكون على ذلك أثمانا واعواضا، وأراني عقدا يشهد بعدمه، وصحة ما استحثه في مقدمة، وأنه ليس له سوى غرس قد صار
عليه، بل استدار في ساقيه كبلا، والتوى في عنقه غلالا مغلا، ولك الطول في نظرك بالتخفيف عن مثله من الضعفاء، ومن لا قدرة له على الأداء، وحمل الأعباء، فإن ذلك ذكر في العاجل، وذخر في الآجل، إن شاء الله.
في ذكر الأديب أبي بحر يوسف بن عبد الصمد
واثبات جملة من أشعاره، مع ما يتشبث بها
من مستطرف أخباره
وهو يوسف بن أبي القاسم خلف بن أحمد بن عبد الصمد، جدهم الأول كان السمح بن مالك بن خولان، أحد أمراء الأندلس في ذلك الأوان، قبل دخول بني مروان، من تقديم عمر بن عبد العزيز. وهؤلاء الصمديون قوم من ذوي الهيئات، متقدمون في الكتابة وأدوات أهل النباهات، وأصلهم فيما أخبرت من اقليم الشبتان من كورة جيان، وخدم أبو القاسم والد أبي بحر الخزانة في المرية زمان زهير وخيران

الصفحة 809