كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

وفي دولة المنصور بهدهما، ومات في دولة ابن صمادح سنة ثمان وأربعين، وبنوه وقرابته أكثر خدمة المرية، وفيخم يقول بعض أهل الأوان، لما رأى من كثرة عددهم والتباسهم بالسلطان:
ملأوا قلبي هموما مثلما ملأ الأرض بنو عبد الصمد
كاثر الشيخ أبوهم آدما فغدوا أكثر أهل الأرض عد
كلهم ذئب أزل متنه والرعايا بينهم مثل النقد
ونشأ أبو منهم: بحر [نبل] كاسمه، في نثره ونظمه، حسن الحديث حاضر النادر، ذو روية وبديهة. ومن ظريف شعره مما أنشدت له قوله:
فوصلت أقطارا لغير محبة ومدحت أقواما بغير صلات
أموال أشعاري نمت فتكاثرت فجعلت مدحي للبخيل زكاتي [221أ]
وهذا من غريب المعاني، وإنما ألم بقول ابن رشيق القيرواني:
فإن وجبت علي زكاة شعر جعلت من مساكين الكرام

الصفحة 810