كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

ومنها:
وأحم مسود القميص كأنما خلعت عليه ثيابها الظلماء
وكأنما خاض الصباح فأرضه مبيضة وسماؤه دهماء
سامي التليل يروق تحت لجامه فرع أحم وغرة بلجاء
أطغيته فمشى العرضنة تأئها يبدو عليه الكبر والخيلاء
وخلغت عنه عنانه في روضة شطأ النبات بها وفاض الماء
مخضرة زهرت كواكب نورها فكأنها تحت السماء سماء
ومنها:
وتطلعت زهر النجوم كأنما نثرت هناك عقودها الحسناء
بتنا نراعي النجم إلا أنه باتت تراعينا مها وظباء
دارت كؤوس الطل وانتشت الربى ومشى القضيب وغنت الورقاء
والقضب تخضع للغدير كأنه يحيى وقد خضعت له الأمراء
ومنها:
كثر القتيل عليه في عريسه فبساطة الأوصال والأشلاء
يمشي كما تمشي المها مترفقا ويصده عن طرفه استحياء
[حتى إذا ما توجته لبدة أو كللته الغفرة الزباء
هدم الجبال بصدره فكأنما في منكبيه الهضبة الشماء]

الصفحة 817