كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

ركابا حتى ودعوا صديقا؛ قال الزبير: يرحم الله أبا السائب، فكيف لو سمع قول العباس بن الأحنف:
ساءلونا عن حالنا كيف أنتم فقرنا وداعهم بالسؤال
ما أنخنا حتى افترقنا فما فر قت بين النزول والإرتحال
وأبو السائب هذا كان له جد يكنى أبا السائب أيضا، خليط رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا ذكر قال: " نعم الخليط كان أبو السائب لا يشاري ولا يماري ". وكان أشراف المدينة يستظرفون أبا السائب هذا وحفيده، واسمه عبد الله، ويقدمونه لشرف منصبه، وحلاوة ظرفه، وكان غزير الأدب، كثير الطرب، وله فكاهات مذكورة، [225ب] وأخبار مشهورة.
وقول ابن رباح: " بعلة مقلتيه فلا أفاقا " كقول أبي عامر بن شهيد، من شعر قد تقدم:
فأنا المجروح من غضتها لا شفاني الله منها ابدا

الصفحة 825