كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

وعاندت الثريا بعد وهن معاندة لها العيوق جار
أي عدلت عن الطريقين معاندة من أجلها جاور العيوق الثريا، ولم يرد أنهما اجتمعا أو تقاربا قربا والا به عن مجاريهما.
وقال أبو ذؤيب:
فوردن والعيوق مقعد رابىء الضرباء فوق النجم لا يتتلع
أراد أنها وردت الماء سحرا، والعيوق من النجم قريب كقرب الرقيب من الضارب بالقداح، ولم يرد أنها وردت سحرا وهما طالعان، كما فسر بعضهم، بل وهما مكبدان، وذلك عند كون الشمس في الأسد، وهو أشد ما يكون من الحر.
وذكرت بقوله: " لترى من المرآة حسن صفاتها " قول البحتري:
إذا النجوم تراءت في جوانبها ليلا حسبت سماء ركبت فيها
وأخذه الصنوبري فقال:
ولما تعالى البدر وامتد ضوءه بدجلة في تشرين في الطول والعرض
وقد قابل البدر المفضض لونه وبعض نجوم الليل يقفو سنا بعض
توهم ذو العين البصيرة أنه يرى باطن الأفلاك من ظاهر الأرض
وذكرت أيضا بهذا التشبيه، ما قد أكثر الناس فيه، من ضوء القمر

الصفحة 828