كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

فصل في ذكر الأديب
أبي إسحاق [إبراهيم] بن معلى
قدح البلاغة المعلى، وسيفها المحلى، أحد من بنى منارها، ورفع بالغور اليفاع نارها، ولم أظفر من كلامه لانزعاجي في تحرير هذه النسخة إلا بلمعة كهلال ليلة، أو ظل أثيلة، وقد أوردتها بأسرها، لأنبه على قدره وقدرها.
قال يرثي أعيان وقته بقصيدة أولها:
هل بين أضلعنا قلوب جنادل أم خلف أدمعنا مدود جداول
في كل يوم حزن نجم ساقط ما بيننا وكسوف بدر آفل
سدكت بنا الأرزاء غير مغبة وألحت النكبات غير غوافل
وعلت بنا الأيام في سطواتها فجلت لنا عن كامنات غوائل
وهي الليالي ليس يخفى نقصها فلذاك تطلب كل حر كامل
آها وواها للمعالي إنها رزئت بركني عرشها المتمايل
بدعامتي حسب ونجمي سؤدد وحديقتي أدب وبحري نائل
أخوي صفاء في المودة أجريا في المكرمات إلى المدى المتطاول

الصفحة 840