كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

فسيان الركوب على قتود لعاف والمبيت على قتاد
أمعتنق الصعيد وكان يغدو عليه وهو معتقل الصعاد
أرى لبس الحداد عليك مما يشق على المهندة الحداد
فكم أوردتهن على وريد وكم أهديتهن إلى الهوادي
فإن تبعد فما بعدت صفات قربن لمادحيك على البعاد
وأين قرى مسائك في الموالي وأين قرى صباحك في الأعادي
وأين نداك يهتف كل حين ببغية مجتد ورضاء شاد
وأين بياض بشرك وهو يجلو دجى النكبات حالكة السواد
وأينك في عرائكك اللواتي ألن عرائك النوب الشداد
إذا ما زرت قبرك رضت نفسي لأستسقي به سبل الغوادي
فأمكث لا يطاوعني لساني بذاك ولا يساعدني فؤادي
أحاذر أن يفوه به فأقضي بأن ربى حللت بهن صاد
وكيف يكون عهدي منك هذا وأحمل منه بك للعهاد
وأعجب كيف يقنع فيك قوم بجد في بكائك واجتهاد
وكان يقل لو نحروا المطايا عليك وبادروا عقر الجياد [230أ]
وحل الكل يوم حللت عهدا فقاسمك التراب إلى التناد
فيا لهفي عليك ولهف غيري ولهف المجد والحسب التلاد
ولما لم أنل أملي وعاقت عوائق دون سؤلي واعتقادي
سعيت بأن أقيم مقام نفسي أزاهر روضة الأدب المعاد

الصفحة 842