كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

وقال عبد السلام بن رغبان:
سقى الغيث أرضا ضمنتك وساحة لقبرك فيها الغيث والليث والبدر
وما هي أهل إذ أصابتك بالبلى لسقيا ولكن من حوىء ذلك القبر
أخذ [هذا] البيت الأول الراضي فقال يرثي أباه المقتدر:
بنفسي ثرى ضاجعت في ساحة البلى لقد ضم منك الغيث والليث والبدرا
فلو أن عمري كان طوع مشيئتي وأسعدني المقدور قاسمتك العمرا [230ب]
ولو أن حيا كان قبرا لميت لصيرت أحشائي لأعظمه قبرا
وينظر في هذا المعنى إلى قول المتنبي:
حتى أتوا جدثا كأن ضريحه في القلب كل موحد محفور
وقال ابن معلى يرثي من قصيدة أخرى:
رزء بكت منه العلا ومصاب شقت عليه جيوبها الأحساب
أعيا مرام الصبر يوم حلوله نفسي وسدت دونه الأبواب
وطفقت التمس العزاء فخانني نفس تذوب وأدمع تنساب
وتلجلج الناعي [به] فسألته عود الحديث لعله يرتاب
أنفى ويوجب أن يقول حقيقة فعل الشفيق، فغلب الإيجاب

الصفحة 844