كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

تربت يداه مدى الحياة بمن نعى وغدت بفيه جنادل وتراب
[فلكم حماه على المكارم ان نبا وطن بذي أمل وضاق جناب]
يا عامر لم يبق بعدك عامر لمنازل العلياء فهي خراب
أنعى إلى الإعراب منك معيده غضا كما نطقت به الأعراب
وإلى لباب الفهم فهمك إنه كانت تقر بفهمك الألباب
وإلى السيادة والصبا فلكم أتت تدعو نهاك عن الصبا فتجاب
ولكم نزعت بسهم فكر صائب يرمى الزمان بمثله فيصاب
كم اعذل الأيام فيك بما جنت لو كان للأيام عنك متاب
وأعاتب الزمن الخؤون فيقضي كل العتاب ولم يكن إعتاب
ذبلت بروض المجد بعدك دوحة وخبا بأفق العلم منك شهاب
ناحت بك الأقلام غاية وسعها وبكت بأبلغ جهدها الآداب
وتقطعت نفس الكتابة حسرة وأسى عليك وأسعد الكتاب
لا يبل مهجتك التراب وآنست فيه ثراك كواكب أتراب
وسقى ضريحك بعد أخذ عهوده ألا يغب مجلجل سكاب
وغدا عليك الروض وهو كأنما نشرت به من سندس أثواب [231أ]
وإذا تنفست الرياح بليلة فعليك منها جيئة وذهاب
يا أيها الشبل المعفر بعدما حمي العرين به وعز الغاب
أرثي لليثك إنه بك مضمر حرقا لها بضلوعه إلهاب
ولو استطعت جعلت موضع قلبه قلبي فيبقى سالما وأذاب

الصفحة 845