كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

ويسمى أصحاب البديع ما كان مخصوصا من هذا النوع بالقافية: " الإيغال " [والتتبيع] وما كان في أضعاف البيت: " المبالغة " و " التتميم "؛ ومن المبالغة قوله:
من القاصرات الطرف أو دب محول من الذر فوق الإتب منها لأثرا
وأخذ حسان فقال:
لو يدب الحولي من ولد الذر عليها لأندبته الكلوم
فقصر حسان عنه لأن امرأ القيس قال: " فوق الإتب " وهو ثوب، وأيضا فإن في بيته معنى متقدما وهو قوله: " من القاصرات الطرف " يريد أنها غير متطلعة إلى غير زوجها، وقيل: تقصر الطرف ألايجاوزها إلى غيرها، كما قال أبو الطيب المتنبي:
وخصر تثبت الأبصار فيه كأن عليه من حدق نطاقا
وأصل هذا المعنى من قول امرىء القيس:
* بمنجرد قيد الأوابد هيكل *
ففرعه الناس فقالوا: قيد العيون وقيد النواظر، فأخفاه أبو الطيب وملحه، والذي نبهه على الزيادة فيه بشار بقوله:

الصفحة 848