كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

ما وقع في هذا المعنى قول النابغة في طول الليل:
تقاعس حتى قلت ليس بمنقص وليس الذي يرعى النجوم بآيب
والذي يرعى النجوم هنا هو الصبح، أقامه مقام الراعي الذي يغدو فيذهب بالإبل والماشية، فيكون حينئذ تلويحه هذا عجبا في الجودة. وزعم بعض أهل النظر أن الذي يرعى النجوم هنا إنما هو الشاعر الذي شكا السهر وطول الليل، وليس هذا الزعم لذي فهم؛ وقد ذكر أن الآيب لا يكون إل باليل خاصة، ذكر ذلك عبد الكريم بن إبراهيم.
ومن أنواع الإشارة " التفخيم " كقول كعب الغنوي:
أخي ما أخي لا فاحش عند بيته ولا ورع عند اللقاء هيوب
ومن أنواعها " التعريض والرمز واللغز " واشتقاقه من لغز اليربوع، إذا حفر مستقيما ثم أخذ يمنة ويسرة، ليوري [ويعمي] على طالبه، و [منه] قول امرىء القيس، وبعضهم يسميه: " التتبيع ":
ويضحي فتيت المسك فوق فراشها نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل يعني أنها مخدومة مكفية المؤونة، فأتى في هذا البيت بثلاث إشارات كلها تتبيع، ترك الصفة فأتى بما يتبعها؛ وبعضهم يسمي هذا النوع " الارداف ".
ومما جاء من الإشارة على معنى التشبيه قول الراجز يصف لبنا ممذوقا:

الصفحة 853