كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

فلم يبق إلا من أحرزه أجله، وخفي على [سهم] المنية مقتله.
حدثني من رأى ابن أبي عامر يومئذ متحصنا بربوة بين لمة من فرسانه، ينشد وقد عقد الرعب عذبة لسانه:
خليلي ليس الرأي في صدر واحد أشيرا علي اليوم ما تريان
فنجا منها منجى أبي نصر، بعد أن أعطى على القسر، ولم يحفل بما أحاط به من أصحابه المغترين به من قتل وأسر.
في ذكر الأديب أبي عامر بن الأصيلي
واجتلاب جملة من شعره
وكان أبو عامر جوابة آفاق، وناظما وناثرا باتفاق، وله شرف، وسابقة سلف، وقد أثبت بعض ما وقع إلي من شعره، على معرفتي بقدره، لنباهة سلفه واشتهار ذكره.
فصل له من رقعة: أنت - أعزك الله - أشد استثباتا، وأكرم التفاتا، من أن تتأمل ما ينقله الواشون، وتتبع بهواجسك سوء الظنون، فتبين بهرج قول لم يعره الحق نوره، ولا الصدق ظهوره. والوزير

الصفحة 857