كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

ومن بعدت جلالته عن الإدراك والنظر
وما سن النبي لنا وما أبقى من السير
وإلا لست منه ومن أبي بكر ومن عمر
لقد أولى الزمان يدا سأشكرها مدى عمري
أطال يدي وفضلني بلقيا الفاضل الحصري
أقول لمن ينافسه رويدك لست ذا بصر
تخل عن البديع له وسلم فيه للقدر
شهدت له على علمي بسبق البدو والحضر
وجئت إليه معترفا بما في الباع من قصر
وما أدللت من أشر ولا استرسلت من بطر
ولكن خاطري أبدى له ودي على خطر
جعلت بضاعتي تمرا وجئت بها إلى هجر
ذكرناه بواجبه وهل يخفى سنا القمر
طمعنا أن نفاكهه فجئنا النجم بالشرر
فكيف نطوله طولا ومن للعور بالحور
وليس الغرف من بحر كمثل النحت في الحجر
وهبط [أيضا] إلى الأشبونة [أيام كوني بها] وقد أصحبه المنصور إلى قائدها كتبا في معناه، فحسن بها مثواه، وأجزل بها قراه، وزرته ونزلت عليه في منزله أول التقائي به في لمة من أهل الأدب، فلما انصرفنا عنه خاطب كل واحد منا بأبيات شعر يشكر على ما تهيأ له هنالك من البر، واعتمد بمخاطبته أيضا غلاما وضيء الوجه [وسيما] ، وكان زاره معنا

الصفحة 862