كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

فقل - أعزك الله - في فتح عم الله ببهجته قلوب المؤمنين، وخص بالفضل فيه أمير المسلمين [وناصر الدين] ، ووفى به ضمانه، وأرجح بفخره وأجره ميزانه، حتى اقتدح بحسامه، ووسم بأعلامه، وورخ بسعيد أيامه، دعا مانعه فأجاب، وجلى عاتمه فانجاب، فتح سالت تلاعه بماء النعمة، وجالت سوامه في ضمان العصمة.
وفي فصل [منها] : ومن زكاة الجاه التي هي من الفروض [238أ] وأداء المفروض، مشاركة موصله جارنا القديم، وصديقنا الحميم، له هناك أطلال رسمها داثر، وجدها عاثر، يرجو تجديد خرابها، وتعمير يبابها، وإليك إسناده، وعليك اعتماده، ومن كان منك نعين فقد أوى إلى ركن، واعتصم بحصن، فلك الفضل في تصديق أراجيه، وإظهار جميل الرأي فيه.
وله مت قصيد [فريد] أوله:
مطل الليل بوعد الفلق وتشكى النجم طول الأرق
ومرت ريح الصبا مسك الدجى فاستفاد الروض طيب الغبق
وألاح الفجر خدا خجلا جال من رشح الندى في عرق
جاوز الليل إلى أنجمه فتساقطن سقاط الورق
واستفاض الليل فيها فيضة أيقن النجم لها بالغرق
وهذا كقول أبي الحسن مولى البكري:

الصفحة 869